Advertisement

Responsive Advertisement

"استهداف سد مروي بطائرات مسيّرة: تصعيد نوعي يهدد أمن الطاقة والبنية التحتية في السودان"

 




استهداف سد مروي بطائرات مسيّرة... تطور خطير في مسار الصراع المسلح بالسودان


الخرطوم – أبريل 2025

في تحول لافت على الساحة العسكرية السودانية، أعلنت الفرقة 19 مشاة التابعة للقوات المسلحة السودانية، مساء الخميس، أنها تمكنت من إسقاط عدد من الطائرات المسيّرة التي أطلقتها قوات الدعم السريع في محاولة لاستهداف مقر قيادة الفرقة وسد مروي شمال البلاد.

العملية التي تم وصفها بـ"العدائية" تأتي في سياق تصاعد نوعي في استخدام الطائرات المسيّرة من قِبل الدعم السريع خلال الأشهر الأخيرة، ما يعكس تطورًا في طبيعة المواجهات وانتقالها إلى استخدام أدوات حرب غير تقليدية تستهدف البنية التحتية الحيوية للبلاد.



---


تصعيد عسكري يهدد المنشآت الحيوية


بحسب بيان رسمي صادر عن الفرقة 19 مشاة، فإن الدفاعات الأرضية تصدت بنجاح للطائرات المسيّرة ومنعتها من تحقيق أهدافها. وأضاف البيان:


> "هذا الهجوم يُعد استهدافًا مباشرًا لموارد المواطن السوداني ومحاولة لخلق حالة من الفوضى وزعزعة الاستقرار في الولاية الشمالية."

وأشار البيان إلى استعداد القوات المسلحة للتصدي لأي تهديدات مستقبلية وتكثيف الجهود لحماية المواقع الاستراتيجية ومرافق الطاقة الوطنية.








سد مروي: أهمية استراتيجية تتجاوز الطاقة الكهربائية


سد مروي ليس مجرد منشأة لتوليد الكهرباء، بل يُعتبر أحد الرموز السيادية لمشروعات التنمية في السودان.

يُنتج السد أكثر من 1,250 ميغاواط، تغطي ما يقارب 60% من حاجة البلاد من الكهرباء، ويغذي ولايات حيوية تشمل الخرطوم، الشمالية، نهر النيل، وشرق السودان.


استهداف السد يثير القلق إزاء الأهداف طويلة الأمد التي تسعى قوات الدعم السريع لتحقيقها عبر:


الإضرار بالاقتصاد الوطني


تقويض ثقة المواطن في قدرة الدولة على حماية منشآتها


فرض واقع عسكري جديد يشمل استنزاف الموارد لا السيطرة الجغرافية فقط




---


تزامن مع انقطاع الكهرباء في ولايات حيوية


اللافت أن الهجوم تزامن مع انقطاع واسع للكهرباء في عدد من الولايات شملت بورتسودان، نهر النيل، والشمالية، دون صدور توضيحات رسمية عن الأسباب الفنية أو الخلفيات الأمنية.


مصادر محلية تحدثت عن تعطل في بعض خطوط الضغط العالي، وسط تكهنات حول احتمالية وجود عمل تخريبي ممنهج، خاصة وأن هذه المناطق تُعتبر ذات ثقل اقتصادي وإداري، إذ تضم بورتسودان حاليًا المقر الإداري المؤقت للحكومة الانتقالية.



---


الدعم السريع وتكتيك الحرب غير التقليدية


يُجمع مراقبون على أن الدعم السريع بدأ بتنفيذ استراتيجية حرب غير متماثلة، تشمل:


الاعتماد على المسيّرات لضرب المنشآت من مسافات آمنة


استهداف البنية التحتية بشكل مدروس لتقويض الاستقرار المدني


بث رسائل نفسية عبر الإعلام الرقمي تشير إلى "تفوق تكنولوجي" مفترض



ويرى محللون أن استخدام هذه التكتيكات يهدف إلى:


إضعاف الجبهة الداخلية للجيش


استنزاف الموارد الدفاعية في مناطق متعددة


إحداث ضغط على الحكومة المركزية باتجاه القبول بالتفاوض أو تغيير موازين القوى




---


ردود الفعل العسكرية: تعزيزات واستعدادات إضافية


مصادر عسكرية مطلعة أكدت أن القوات المسلحة بصدد اتخاذ خطوات وقائية منها:


نشر وحدات إضافية من الدفاع الجوي في الشمال


تعزيز الرقابة على منشآت الطاقة والاتصالات


تنفيذ ضربات استباقية لتدمير قواعد إطلاق المسيّرات



كما أشار خبراء إلى احتمالية تطوير التعاون مع الشركاء الإقليميين في مجال الحرب الإلكترونية والرصد الجوي، لمواكبة التهديدات المتزايدة.



---


الوضع الإنساني والمدني: تداعيات محتملة


في حال استمرار استهداف البنية التحتية، يُتوقع أن يشهد السودان:


أزمة طاقة حادة تؤثر على الإنتاج والمستشفيات والخدمات الحيوية


تزايد النزوح الداخلي من المناطق غير الآمنة


مزيد من الضغوط الدولية على الأطراف للعودة إلى التفاوض



وتحذر منظمات أممية، بينها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، من أن الهجمات على البنية التحتية قد "تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، خاصة في المناطق التي تعتمد كليًا على الكهرباء الحكومية لتشغيل مرافق المياه والمستشفيات".



---


المجتمع الدولي: صمت حذر وانتظار للتطورات


حتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم تُصدر الأمم المتحدة أو الاتحاد الإفريقي أو الولايات المتحدة مواقف رسمية تجاه الهجوم.

غير أن وكالة رويترز نقلت في تقريرها الأخير عن مصادر دبلوماسية غربية، قولها إن "تصاعد الهجمات على البنية التحتية الحيوية في السودان يمثل تطورًا خطيرًا في طبيعة النزاع، ويتطلب تقييمًا عاجلًا لمستوى التدخل الدبلوماسي والدعم الإنساني الدولي"

(Reuters Africa – Sudan conflict escalation, April 2025)



---


خاتمة: صراع مفتوح على أكثر من جبهة


الهجوم الأخير يعكس تطورًا في أدوات الحرب واتساعًا في أهدافها. لم تعد الجبهة الوحيدة هي الميدان، بل أصبحت محطات الكهرباء، منشآت المياه، ومقرات القيادة أهدافًا عسكرية محتملة.

وفيما تؤكد القوات المسلحة جاهزيتها للدفاع، يظل القلق قائمًا من إمكانية انزلاق البلاد إلى حرب استنزاف طويلة تُنهك مؤسسات الدولة وتُعرض حياة ملايين السودانيين للخطر.


في انتظار ردود الفعل الإقليمية والدولية، 

تبقى معركة السيطرة على الوعي والبنية التحتية أحد أخطر فصول الصراع السوداني الحالي.



---


كلمات مفتاحية –


السودان اليوم، الدعم السريع، القوات المسلحة السودانية، سد مروي، طائرات مسيّرة، الحرب في السودان، البنية التحتية، الحرب غير التقليدية، انقطاع الكهرباء السودان، بورتسودان، نهر النيل، أخبار السودان عاجل، تحليل عسكري، صراع السودان 2025، الجيش السوداني.


Post a Comment

0 Comments