Advertisement

Responsive Advertisement

ما وراء خطاب حميدتي بعد عامين من الحرب: تحليل سياسي واقتصادي لرسائل قوات الدعم السريع للأمة السودانية"




 مقدمة :

 في الذكرى الثانية لاندلاع حرب 15 أبريل، أطلّ الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) بخطابٍ مطوّل إلى الأمة السودانية، حمل رسائل سياسية، إنسانية، وأيديولوجية، في محاولة لإعادة تشكيل السردية حول الحرب، وإعادة تقديم الدعم السريع كفاعل سياسي وشريك مدني لا ميليشيا مسلحة. في هذا التحليل، نستكشف ما وراء الكلمات، ونتفحص المضامين الاستراتيجية، الاقتصادية، والدعائية لهذا الخطاب غير التقليدي.








أولاً: سياق الخطاب وتوقيته


الخطاب جاء في لحظة مفصلية: عامان من الدمار، النزوح، وتفكك الدولة، وسط انقسام سياسي حاد. اختار حميدتي الذكرى كفرصة لإعادة تموضع الدعم السريع سياسيًا، لا كقوة عسكرية، بل كـ"منقذ وطني".



---


ثانيًا: مفردات الخطاب.. من لغة الحرب إلى لغة الدولة


بداية الخطاب اعتمدت على خطاب العزاء والتعاطف، استحضار للشهداء والجرحى.


حميدتي قدّم نفسه "مواطنًا" وليس فقط قائدًا عسكريًا، في تحول لافت في الخطاب السياسي.


تكرار مصطلحات: الديمقراطية، العدالة، الوحدة، السلام، الدولة المدنية، يعطي انطباعًا بوجود مستشارين سياسيين يعيدون تشكيل صورة الرجل.





---


ثالثًا: الاتهام المباشر للمؤسسة العسكرية والحركة الإسلامية


حميدتي حمّل المؤسسة العسكرية – لا الجيش ككيان وطني بل ما سمّاها بـ"قيادة الحركة الإسلامية" – مسؤولية الحرب والانقلاب والانقسامات.


تم الإشارة مباشرة إلى عبد الفتاح البرهان باعتباره خصمًا سياسيًا لا شريكًا تفاوضيًا.




---


رابعًا: دلالات الهجوم على بورتسودان والحديث عن الانقسام


وصف إدارة البرهان في بورتسودان بأنها إدارة دون رؤية.


هجوم على قرارات مثل طباعة عملة جديدة وإجراء امتحانات منفصلة.


ربط ذلك بالتحذير من تكرار سيناريو انفصال الجنوب.




---


خامسًا: محاولة خلق شرعية بديلة وتحالف مدني شامل


أعلن عن قيام ما سمّاه "تحالف السودان التأسيسي"، كمظلة سياسية بديلة تضم القوى المدنية.


تبنّي ميثاق سياسي ودستور انتقالي جديد.


وعد ببناء دولة لا مركزية، بجيش موحد، ومجلس رئاسي من 15 عضوًا.


التركيز على التعدد والتنوع كمصدر قوة.




---


سادسًا: الرسائل الدولية والإقليمية


توجّه بالشكر لجيران السودان، وخاصة كينيا، إثيوبيا، أوغندا.


مدح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو توجّه غير معتاد في السياق الإقليمي.


دعا الاتحاد الأفريقي للاعتراف بشرعية الحكومة الجديدة.


أكد التزام الدعم السريع بمنع الإرهاب، وحماية البحر الأحمر.




---


سابعًا: خطاب اقتصادي في ثنايا الرسائل السياسية


تطرق الخطاب إلى الاقتصاد بشكل غير مباشر:


إطلاق عملة وطنية جديدة.


تقديم خدمات أساسية في مناطق سيطرة الحكومة التأسيسية.


إصدار وثائق هوية جديدة.



هذه النقاط تمثل محاولة لتقديم الدعم السريع كفاعل اقتصادي وليس فقط أمني.







ثامنًا: رمزية نيروبي ورفض عودة النظام القديم


اعتبر حميدتي أن مؤتمر نيروبي نقطة تحول مفصلية.


رفض عودة "السودان القديم" وممارسات البشير، واستحضار صور بيوت الأشباح والاختفاء القسري.




---


تاسعًا: الشعارات مقابل الواقع


رغم مثالية الخطاب، يبقى الواقع المعاش على الأرض أكثر تعقيدًا:


تقارير حقوقية تتحدث عن انتهاكات في مناطق سيطرة الدعم السريع.


بعض المناطق تعيش تحت حصار ونقص مساعدات.


تفعيل حكومة بديلة في ظل حرب مستمرة يثير تساؤلات قانونية حول شرعية هذه الدولة.




---


عاشرًا: تحليل لغوي للخطاب – لغة واثقة، عاطفية، تصادمية


استخدام مباشر لعبارات مثل: "الطغيان، الخيانة، السجون السرية".


التركيز على مظلومية الهامش ومركزية الهُوية السودانية.


توظيف اللغة الدينية والوطنية بشكل متوازن لكسب شريحة شعبية.




---


خاتمة تحليلية:


خطاب حميدتي بعد عامين من الحرب لم يكن مجرد تذكير بالذكرى، بل كان بيانًا سياسيًا متكامل الأركان، يسعى لتقنين سلطة أمر واقع وتحويل الدعم السريع من ميليشيا إلى كيان سياسي. رغم الرسائل الموجهة نحو المصالحة والتعددية، يبقى الواقع أكثر قتامة. فالسودان لا يحتاج فقط إلى خطاب جذاب، بل إلى وقف شامل للحرب، آليات عدالة انتقالية، واستعادة المؤسسات المدنية.


ويبقى السؤال: هل هذا الخطاب إعلان نوايا حقيقية؟

 أم أنه مجرد خطوة استباقية لشرعنة السيطرة في ظل ضغوط دولية قادمة؟



---


الكلمات المفتاحية (SEO Keywords): خطاب حميدتي، قوات الدعم السريع، حرب السودان، تحالف السودان التأسيسي، نيروبي، عبد الفتاح البرهان، بورتسودان، الدولة المدنية في السودان، الوضع السياسي السوداني، دستور السودان، حميدتي 2025



---


المصادر:


1. الخطاب الرسمي الصادر عن الفريق أول محمد حمدان دقلو – أبريل 2025.



2. تقارير BBC وAl Jazeera حول الوضع السياسي في السودان.



3. تحليلات مركز الدراسات الأفريقية – نيروبي.



4. بيانات الأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في السودان.



5. أرشيف تغطية الحرب السودانية في الصحافة الدولية.




Post a Comment

0 Comments