تحليل خطاب العطا: هل السودان أمام تصعيد داخلي أم مواجهة إقليمية؟
عضو مجلس السيادة العطا:
"النصر العسكري قريب وتحذيراتنا وصلت إلى تشاد"
الخرطوم - خاص
في خطاب عسكري هو الأقوى منذ أشهر، أعلن الفريق أول ياسر العطا، عضو مجلس السيادة السوداني ومساعد قائد الجيش، أن "النصر العسكري على قوات الدعم السريع بات قريبًا جدًا"، مؤكدًا أن الجيش السوداني سيتعقب من وصفهم بـ"الجنجويد" و"عرب الشتات"، في لهجة تصعيدية قد تدفع بالنزاع إلى مستويات غير مسبوقة.
تصعيد داخلي وتهديد خارجي
ولم يتوقف العطا عند حدود النزاع الداخلي، بل تجاوز ذلك إلى توجيه تحذير صريح للرئيس التشادي محمد إدريس ديبي (كاكا)، مهددًا بأن مطاري أنجمينا وأم جرس سيكونان أهدافًا مشروعة للجيش السوداني إذا ما استمر دعم ما سماه "التمرد" عبر الأراضي التشادية.
قراءة في دلالات الخطاب:
1. تحوّل في العقيدة العسكرية:
الخطاب يكشف عن تصعيد في استراتيجية الجيش السوداني، الذي أصبح يتحدث بشكل علني عن حسم عسكري وشيك داخل السودان، مع استعداد لامتداد الصراع خارج حدوده.
2. توجيه رسائل إقليمية:
تحذير العطا لتشاد يعكس قناعة الجيش بوجود دعم لوجستي لقوات الدعم السريع من العمق التشادي، وهي رسالة قد تزيد من تعقيد الأزمة مع الجار الغربي.
3. لغة تعبئة شعبية:
استخدام مصطلحات مثل "الجنجويد" و"عرب الشتات" تحمل أبعادًا حساسة على المستويين القبلي والإثني، ما قد يُغذي مزيدًا من الانقسامات داخل المجتمع السوداني.
السيناريوهات المحتملة بعد خطاب العطا
1. تصعيد عسكري واسع داخل الخرطوم ودارفور
الجيش السوداني قد يندفع إلى تسريع العمليات العسكرية، خصوصًا بعد استعادته لمواقع استراتيجية وسط الخرطوم.
هذا السيناريو قد يؤدي إلى حرب شوارع داخل العاصمة وزيادة الضغوط على الدعم السريع في دارفور وأجزاء من غرب السودان.
2. مواجهة دبلوماسية أو عسكرية مع تشاد
قد تتطور التحذيرات إلى توتر حدودي بين السودان وتشاد، مع احتمالية قطع العلاقات أو تبادل القصف الحدودي.
في حال نفذ الجيش تهديداته، قد تدخل الأزمة في مرحلة إقليمية تُهدد استقرار منطقة الساحل والقرن الإفريقي بأكملها.
3. تدويل الأزمة وتحركات دولية
الخطاب التصعيدي، خاصة مع تهديد مطارات مدنية، قد يدفع المجتمع الدولي إلى التدخل لاحتواء الأزمة عبر ضغوط سياسية أو فرض عقوبات محتملة على السودان.
الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي قد يضاعفان جهودهما لتفادي أي تمدد للصراع خارج الحدود.
4. خيار التسوية "الاضطرارية"
رغم الخطاب الناري، قد تجد الأطراف نفسها مجبرة على العودة للمسار السياسي في حال تصاعد الضغوط الدولية أو حدوث توازن عسكري ميداني يصعب معه تحقيق الحسم الكامل لأي طرف.
الخاتمة
خطاب العطا لا يُعد مجرد رسالة تعبئة داخلية، بل هو إعلان واضح بأن السودان مقبل على مرحلة مفصلية من التصعيد، قد تكون الأكثر خطورة منذ اندلاع الصراع بين الجيش والدعم السريع.
ويبقى السؤال الأبرز:
هل الجيش السوداني مستعد لتحمل تبعات خيار الحسم العسكري داخليًا وخارجيًا؟
0 Comments