الخرطوم – أبريل 2025
يشهد مطار الخرطوم الدولي، البوابة الجوية الرئيسية للسودان، دمارًا واسعًا نتيجة النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وبعد إعلان الجيش السوداني سيطرته الكاملة على المطار في مارس 2025، تطرح تساؤلات ملحة حول مستقبل هذا المرفق الحيوي، وما إذا كان من الممكن إعادة تشغيله في المستقبل القريب.
أضرار جسيمة وخسائر بمليارات الدولارات
أفادت تقارير إعلامية بتعرض البنية التحتية للمطار لأضرار كبيرة، شملت تدمير عدد من الطائرات والمباني، إلى جانب فقدان أصول تشغيلية رئيسية. وبحسب موقع "سودان إندبندنت"، تُقدر خسائر المطار بحوالي 3 مليارات دولار، تشمل معدات الملاحة الجوية بقيمة تفوق 500 مليون دولار، وخسائر تشغيلية تقارب 300 مليون دولار نتيجة توقف العمليات لما يقارب العامين.
عقبات فنية ولوجستية أمام إعادة التشغيل
تواجه عملية إعادة تشغيل المطار تحديات معقدة، على رأسها الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية، والتي تتطلب إصلاحات شاملة لضمان جاهزيته للعمل. وتشمل هذه الإصلاحات تحديث أنظمة الإنذار والاتصالات، تعزيز قدرات الدفاع المدني، وتجديد أسطول عربات الإطفاء، إضافة إلى إعادة تنظيم خدمات المناولة الأرضية.
الكلفة الاقتصادية: تجديد أم إنشاء؟
تتباين التقديرات بشأن كلفة إعادة بناء المطار. فبينما تشير مصادر إلى أن التكلفة قد تصل إلى 3 مليارات دولار لإعادة تأهيل المطار القائم، يرى خبراء أن إنشاء مطار جديد بالكامل بتكلفة تقديرية لا تتجاوز 700 مليون دولار قد يكون أكثر فاعلية من حيث الجدول الزمني والموارد.
السيناريوهات المحتملة
تُطرح ثلاث سيناريوهات رئيسية لمستقبل المطار:
1. إعادة تأهيل المطار الحالي:
يتضمن إصلاح المرافق المتضررة واستعادة القدرة التشغيلية. رغم كلفته العالية، إلا أنه قد يكون الخيار الأسرع لإعادة الحركة الجوية إلى العاصمة.
2. بناء مطار جديد:
يُعد هذا الخيار جذابًا نظرًا لإمكانية تصميم مرفق حديث بمعايير دولية، ما يجعله استثمارًا طويل الأمد.
3. نقل العمليات إلى مطارات بديلة:
مثل مطار بورتسودان، كحل مؤقت إلى حين استعادة مطار الخرطوم قدرته التشغيلية.
انعكاسات إنسانية واقتصادية
لا تقتصر آثار توقف المطار على البنية التحتية فحسب، بل تمتد إلى الأبعاد الإنسانية والاقتصادية. فقد أدى توقفه إلى عزل العاصمة عن العالم الخارجي، مما أثر سلبًا على حركة التجارة والسفر، وعرقل جهود الإغاثة الإنسانية في البلاد.
خلاصة
يمثل مستقبل مطار الخرطوم الدولي أحد أكبر التحديات التي تواجه السلطات السودانية في مرحلة ما بعد النزاع. وبين خيار إعادة التأهيل أو إنشاء مطار جديد، تبدو الحاجة ماسة لتقييم دقيق يستند إلى معايير الكلفة، الجدوى، والاحتياجات المستقبلية، بما يضمن عودة آمنة وفعالة للحركة الجوية في السودان.
شاهد تقرير قناة الجزيرة حول آثار الدمار في المطار:
رابط الفيديو
https://www.youtube.com/watch?v=1bkL3IUzAi8
المصادر:
قناة الجزيرة، تقرير عن مطار الخرطوم (مارس 2025)
سودان إندبندنت، تقديرات الخسائر (2025)
رويترز، آثار الحرب على البنية التحتية السودانية
ICAO، المعايير الدولية لإعادة تشغيل المطارات
0 Comments