Advertisement

Responsive Advertisement

"تحليل خاص: كيف تكشف معارك الخرطوم 2025 تناقض الرواية الرسمية؟"

تحليل عسكري وإعلامي لمعارك وسط الخرطوم:



 بين الرواية الرسمية والحقيقة على الأرض


الخرطوم – مارس 2025


شهدت محاور وسط الخرطوم خلال الساعات الماضية تصعيداً عسكرياً هو الأعنف منذ بداية الحرب في العاصمة السودانية. الرواية المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي وتقارير الإعلام الرسمي تشير إلى "انهيار استراتيجي لقوات الدعم السريع" في قلب الخرطوم، وتحديداً حول القصر الجمهوري، المقرن، توتي وصينية القندول. لكن هل الصورة بهذه البساطة؟ وهل ما يُنشر يعكس الحقيقة الكاملة على الأرض؟


في هذا التحليل الصحفي، نستعرض النقاط المتناقضة في السرد العسكري، ونغوص في الجانب الإعلامي الذي يصنع صورة "النصر السريع" في معارك معقدة مثل حرب المدن في الخرطوم.



---


1. خطة مليشيا الدعم السريع: مغامرة غير محسوبة؟


وفقاً للرواية، اعتمدت المليشيا على خطة تستهدف تصفية قائد الجيش عبد الفتاح البرهان عبر تفخيخ القصر الجمهوري بالمسيرات الانتحارية. الانسحاب "الطوعي" من القصر ثم ضربه بطائرات مسيرة انتحارية كان بهدف إغراء البرهان بالحضور ومن ثم استهدافه.


لكن التساؤل هنا:

هل يُعقل أن تقوم مليشيا بوزن الدعم السريع بربط خطة بهذا الحجم على فرضية واحدة تتعلق بتحركات قائد عسكري ميداني محاط بتدابير أمنية صارمة؟ هذا يثير الشكوك حول دقة الرواية.



---


2. انسحاب غير مبرر وغياب تفاصيل المعركة


الحديث عن انسحاب سلس لقوات الدعم السريع من أحد أهم المواقع السيادية في السودان (القصر الجمهوري) دون معارك ضارية أو خسائر كبيرة للجيش يطرح علامات استفهام. من المعروف أن انسحاب المليشيات من مواقع استراتيجية وسط العاصمة غالباً ما يكون معقداً ودموياً، خصوصاً مع وجود تحصينات وقتال شوارع في الخرطوم.



---


3. فاعلية المسيرات الانتحارية والتراجع عنها لاحقاً


الرواية تشير إلى استخدام المسيرات الانتحارية في القصر الجمهوري، لكنها لم تذكر لماذا لم تستكمل المليشيا نفس التكتيك في باقي المحاور مثل المقرن وإستاد الخرطوم، خاصة أن الرواية ذاتها تعترف بفعالية هذه الضربات في البداية.



---


4. انهيار سريع لقوات النخبة؟


قيل إن "قوات النخبة" التابعة للمليشيا انهارت بسرعة، وفقدت قياداتها السيطرة الميدانية في وسط الخرطوم. لكن من المعروف أن قوات النخبة في أي صراع تُدرَّب على القتال طويل الأمد خاصة في معارك المدن. فهل يعقل أن تنهار بهذه السهولة رغم تحصنها في مبانٍ شاهقة مثل برج الواحة والقندول وكلية الصيدلة؟



---


5. غياب كامل لذكر خسائر الجيش


الرواية تعمدت تجاهل خسائر الجيش، رغم أن القتال وسط الخرطوم يدور في أزقة ضيقة ومبانٍ معقدة، ما يُكبد الطرفين عادةً خسائر بشرية ومادية فادحة. هذا النوع من "الخطاب الأحادي" يندرج ضمن أدوات "الحرب النفسية".





---


6. صناعة نصر إعلامي عبر الرواية الرسمية


تحليلنا الإعلامي للرواية يوضح التالي:


رفع الروح المعنوية: تضخيم الانتصارات وتقديم المعركة كأنها حُسمت بالكامل.


شيطنة العدو: تصوير المليشيا كقوة منهارة وتفتقر للتكتيك والقيادة.


التعتيم على الخسائر الذاتية: التركيز فقط على خسائر الطرف الآخر دون الإشارة لتكلفة النصر.


نهاية مفتوحة للجمهور: إبقاء الرواية على عبارات مثل "القضاء عليهم مسألة وقت" للإبقاء على الزخم المعنوي.




---


الخلاصة: الصورة أكثر تعقيداً مما يُروى


معارك وسط الخرطوم لا تزال مستمرة، والوضع الميداني أكثر تعقيداً مما تحاول الروايات الرسمية أو الإعلامية تصويره. تظل حرب المدن صعبة، مكلفة، ولا تُحسم بسهولة خاصة في منطقة مثل الخرطوم التي تحتوي على أنفاق، مبانٍ شاهقة، وممرات ضيقة.


لذا، وجب على المتابعين أن يقرأوا الأحداث بعين ناقدة بعيداً عن الروايات السطحية.

رابط مقال محمد خليفة 

https://www.facebook.com/share/p/1NcTsiv3EE/

Post a Comment

0 Comments