مقدمة:
في قلب السودان المقسم، الذي تاخره الصراعات، تبرز مدينة الفاشر كساحةٍ دامية للصراع المتفق عليهم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وسط هذه الفوضى، يخرج زعيم مني أركو مناوي، رئيس حركة تحرير السودان وحاكم أكثر من غيرها، بتصريحات جديدة الثقة تصدّعاً بشكل واضح في التعاون مع الجيش.
هل نحن أمام مفترق طرق جديدة؟
هل اقتربت نهاية هذا الحلف بين الجيش السوداني و المشتركة؟
أم أن مناوي يستخدمه كورقة عسكرية في مواجهة ضغط تجاة الجيش؟
في هذا التحقيق الاستقصائي، نستكشف في كواليس هذه القضية السودانية والعسكرية، وندرك أبعاد الخطاب مناوي الأخير، ونحاول الإجابة على سؤال جوهري:
هل يخطط مناوي للانسحاب من الجيش، أم لابتزازاً عسكرياً لتحقيق دعم أكبر؟
المحاكمة: الخلفية التاريخية للجيش السوداني
تعود الخلافة بين مناوي والجيش إلى ما بعد التوقيع لتتوافق مع جوبا لعام 2020، حيث بدأت بعض التوجهات المسلحة في الخرطوم بعد سنوات من التمرد. ومع اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، تحوّلت هذه المكونات القوية إلى تكتلات ظرفية.
رغم حفظه، ووقف مناوي إلى جانب الجيش مبرّراً ذلك بحماية المناطق من توسع وانتهاكات الدعم السريع، الذي تمكن من البدء جسيمة نهب.
لكن هذا التفاهم كان هشاً بطبيعته، تحكم في درجة الائتمان القوة والتكتيكات أكثر من الثقة، ومع ذلك تطوّر ميداني، المؤشرات على قرب هذا التفاهم المؤقت.
ولما: ماذا تقول مناوي الأخير؟
في الأسبوع الأول من أبريل 2025، أصدرت حركة تحرير السودان بيانًا شديد اللهجة جاء فيه:
قُتل أكثر من 450 شخصًا خلال هجمات متزامنة نفّذتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك خلال ثلاثة أيام فقط.
هرب السكان من النازحين الجدد الفاشر سيرًا على الأقدام من القصف والانتهاكات.
ستتوقف التكايا عن العمل الطوارئ، ما يهدّد حياة 6 آلاف مدني.
الطيران القادم من بورتسودان، والذي كان يُساند مناوي، منذ فتره لم يقم بأي مهام خلال تلك الفترة.
بنداء مباشر:
> "نطالب بقيادة الجيش السوداني بالتدخل العاجل لإنقاذ سكان مدينة الفاشر."
هذه التصريحات ليست مجرد تسجيل الموقف، بل تظهر بوضوح واضحاً: إن لم يتغير موقف الجيش سريعاً، ولكن تغير مناوي من موقعه بالكامل.
---
ثالثاً: الرسائل الضمنية في خطاب مناوي
تحمل مناوي رسائل متعددة يمكن تحليلها على النحو التالي:
1. التلويح بالانسحاب
يشير غياب الإسناد الجوي لقواته إلى التنازل عن ميداني عن شريك عسكري، ما قد يدفعه مرة أخرى لموضعه أو حتى إعلان الحياد.
2. وضف الجيش بالتقاعس
لذلك مناوي يأخذ باللائمة على الجيش، وخاصة في تقاعسه عن حماية المناطق والمقاطعات، ما يعد خطيرا في مؤتمر حرب شرسة.
3. التصعيد للضغط على البرهان
نشر البيان في وسائل إعلامية وشبه طبية يشير إلى نصائح لإيصال الرسالة داخلياً وخارجياً، لغرض الوصول دعم أو الضغط على الجيش.
الربع الرابع: كيف تتغير معركة الفاشر؟
تشهد الفاشر تصعيداً غير مسبوقة. اقتربت قوات الدعم السريع من مركز المدينة التكتيكي "القضم البطيء"، في حين يبدو وجود الجيش محصوراً في القصف الجوي حول الفرقة السادسة.
قوات مناوي تقاتل في معظم الجبهات وحدها الفاشر ومعسكر زمزم، ما يعرضها لاستنزاف خطير، خاصة بعد توقف الدعم الجوي الذي كانت تعتمد عليه.
---
حارسا سريعا: هل فاوض مناوي قوات الدعم؟
حتى الآن، لا توجد أدلة قاطعة على وجود مفاوضات مباشرة بين مناوي والدعم السريع. ومع ذلك، تشير المصادر الميدانية إلى هدف قوات الدعم لفتح قنوات التواصل مع بعض الأطراف المسلحة في الفاشر.
إمكانية إعلان الحياد لا تزال مطروحة، استمرارا إذا استمر استنزاف مناوي دون دعم حقيقي من الجيش.
---
سادساً: المواقف الدولي من الفاشر
المنظمات الدولية بدأت بدق ناقوس الخطر:
الأمم المتحدة: "الوضع في الفاشر ينذر بإبادة جماعية إذا لم يُتخذ إجراء فوري."
المنظمات الإنسانية: تتعرض منشآتها للاستهداف.
الولايات المتحدة: طالبت وقف القتال بوصول من اجل المساعدات.
هذا الضغط الميداني قد يدفع مناوي أكثر إلى موقف استقلالية إذا أن الجيش ضده كورقة سياسية لا أكثر.
---
سابعا: سيناريوهات الخلاف بين مناوي والجيش
الكتاب الأول: مع الجيش بشروط جديدة
قد يتسع مناوي للعمل من الدعم والميداناني، مع فيتنام بالانسحاب في حال لم يتحقق مطالبه.
السيناريو الثاني: الحياد المؤقت
وذكرت تكتيكياً من بعض الجبهات، مع تحميل مسؤولية الجيش للتقاعس.
السيناريو الثالث: فتح قنوات مع الدعم السريع
رغم استبعاده حاليًا، فإن تغيّر المعطيات اليومية قد يعيد مناوي حسابه إذا حصل على ضمانات المناطق الدعم السريع.
---
ثامنا: هل لا يزال مناوياً أساسياً؟
نعم. رغم وجود أطراف أخرى مثل حركة عبد الواحد نور و الطاهر حجر و صندل و دكتور الهادي إدريس ، يبقى مناوي الفاعل الأقوى في شمال دارفور. أي تغيير في الموقف سيؤثر على المشهد السياسي والعسكري بشكل كبير.
---
حلقة تحقيق:
بما لديها من الأخيرة ليست مجرد تنبيه، بل قد تكون رائدة من جديد في رسم خريطة الطاقة الحيوية في الحرب السودانية.
الفاشر تشتعل، والجيش يبدو متباطئاً في دعم حليفه.
هل نحن أمام نهاية هذا الصديق غير المقدس وهل؟
أم أن هناك مفاوضات تجري خلف الكواليس لإنقاذ ما تبقى من هذا التفاهم الهش؟
الزمن اللازم كفيل بالإجابة، لكن كميات كبيرة من الفاشر هم من يدفعون ثمن الأغلى.
المصادر:
1. وكالة الأنباء السودانية (سونا) – بيانات رسمية وتصريحات القيادات.
2. تصريحات حركة تحرير السودان – جناح مني أركو مناوي المنشورة على صفحاتهم الرسمية.
3. تقارير الأمم المتحدة – مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) بشأن الأوضاع الإنسانية في دارفور.
4. منظمة العفو الدولية (Amnesty International) – تقارير الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين.
5. المرصد السوداني لحقوق الإنسان – تغطية ميدانية لمعارك الفاشر.
6. وسائل إعلام دولية مثل:
BBC Arabic
Al Jazeera
Reuters
France 24
Africa News
7. شهادات ميدانية من سكان محليين وناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
8. خرائط وتحليلات من مراكز بحثية مثل: International Crisis Group وSmall Arms Survey.
0 Comments