سرقات النحاس في السودان:
تدمير ممنهج للبنية التحتية وفساد بلا رادع
تصاعد سرقات النحاس وأثرها الكارثي
شهد السودان في السنوات الأخيرة موجة غير مسبوقة من سرقات النحاس، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية الحيوية وتعميق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. تستهدف هذه السرقات بشكل رئيسي كوابل الكهرباء وشبكات الاتصالات، مما تسبب في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، وتعطيل خدمات الإنترنت والهاتف المحمول، مما يزيد من عزلة المناطق المتضررة.
تداعيات سرقات النحاس على الاقتصاد والخدمات العامة
1. أضرار الكهرباء والاتصالات
انقطاع التيار الكهربائي لساعات وأحيانًا أيام، مما أدى إلى شلل جزئي في المستشفيات، وعرقلة الإنتاج في المصانع، وإلحاق الضرر بالمنازل والشركات.
تعطيل شبكات الاتصالات، مما صعّب عمليات الإنقاذ والتواصل في حالات الطوارئ.
2. تصاعد الجريمة وزيادة الانفلات الأمني
استغلال حالة الفوضى وانقطاع الكهرباء لتنفيذ المزيد من الجرائم، بما في ذلك السطو المسلح والنهب.
انتشار تجارة النحاس المسروق في السوق السوداء، ما يساهم في تمويل أنشطة غير مشروعة.
فضائح التواطؤ الحكومي واتهامات الفساد
1. تصدير النحاس المسروق رغم قرار الحظر
صرّح رئيس حزب الأمة، مبارك الفاضل، أن جهات حكومية نافذة تمنح استثناءات لتصدير النحاس المسروق، رغم قرار مجلس الوزراء المكلف بوقف تصديره. هذا يثير الشبهات حول وجود شبكة فساد تسهّل عمليات التهريب للخارج.
2. دور أطراف النزاع في سرقة النحاس
تشير التقارير إلى أن عمليات سرقة النحاس لم تقتصر على طرف واحد، بل تورطت فيها أطراف النزاع المختلفة، حيث استغل كل طرف الفوضى الأمنية والفراغ الإداري لنهب الموارد وتمويل أنشطته. وقد أدت هذه السرقات إلى تدمير البنية التحتية بشكل متعمد، مما جعل الأزمة أكثر تعقيدًا وزاد من معاناة المواطنين.
مطالب بمحاسبة المصدرين وإصلاح قطاع الكهرباء
يطالب المواطنون ومنظمات المجتمع المدني بضرورة:
✅ محاسبة المصدرين المتورطين في تهريب النحاس وفرض عقوبات صارمة عليهم.
✅ التدقيق في عائدات صادرات النحاس، وضمان استخدامها بشكل شفاف وشرعي.
✅ توجيه أرباح صادرات النحاس إلى قطاع الكهرباء لتمويل إصلاح الشبكة الكهربائية، وشراء كوابل جديدة، وتحسين الخدمة.
نداءات للتحرك العاجل
يطالب السودانيون بـ:
تحقيق دولي شفاف للكشف عن المتورطين في عمليات تهريب النحاس.
دعم الجهود الحكومية لمكافحة الفساد وتأمين الحدود لمنع التهريب.
تعزيز الوعي المجتمعي حول خطورة هذه الظاهرة وتأثيرها السلبي على التنمية والاستقرار.
خاتمة
سرقات النحاس في السودان ليست مجرد جرائم سرقة، بل تهديد مباشر لاستقرار البلاد ومستقبل الأجيال القادمة. يجب على الجهات المعنية العمل بجدية لوقف هذا النزيف المستمر، ومعاقبة الفاسدين، وحماية البنية التحتية التي يعتمد عليها ملايين المواطنين.
0 Comments