Advertisement

Responsive Advertisement

هل تمتلك قوات الدعم السريع نظام Pantsir-S1 أو FK الصيني؟ تحقيق جديد يكشف التفاصيل

 منظومة دفاع جوي قرب مطار نيالا:




 هل تديرها قوات الدعم السريع؟


مقدمة


في ظل تصاعد الصراع في السودان، وتحديدًا في إقليم دارفور، تبرز تساؤلات خطيرة تتعلق بتطور نوعي في قدرات الفصائل المسلحة، وعلى رأسها قوات الدعم السريع. فقد كشفت تحليلات عسكرية حديثة، مدعومة بصور أقمار صناعية، عن رصد منظومة دفاع جوي بالقرب من مطار نيالا الدولي في ولاية جنوب دارفور. هذا التطور يثير المخاوف من تحول نوعي في موازين القوة داخل السودان، واحتمال تورط أطراف خارجية في نقل تقنيات عسكرية متقدمة إلى فصائل محلية.


فمن يقف وراء هذه المنظومة؟

 وهل هي من نوع Pantsir-S1 الروسي أم أنظمة FK-1000 / FK-2000 الصينية؟ وماذا عن دور الإمارات وتشاد في هذا السيناريو؟ هذه الأسئلة تمثل جوهر هذا التحقيق الصحفي، الذي يعتمد على مصادر موثوقة وتحليلات استخباراتية مفتوحة المصدر.

---


من هو ريتش تيد؟


"ريتش تيد" هو محلل مختص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية في إفريقيا، اسمه برز في تقارير نشرتها منصات تحليل عسكري مثل The Intel Lab، حيث يتناول قضايا الأمن الإقليمي في مناطق النزاع، بما في ذلك السودان وليبيا وتشاد. على الرغم من غياب سجل أكاديمي علني واضح، فإن تحليلاته تلقى صدى واسعًا بين المتابعين للشأن العسكري الأفريقي.


وقد كان "ريتش" من أوائل من سلطوا الضوء على ظهور منظومة دفاع جوي مشبوهة قرب مطار نيالا، مستندًا إلى صور أقمار صناعية وتحليل بصري متقدم.

---


ماذا يحدث قرب مطار نيالا؟


بحسب تقرير "The Intel Lab"، فقد تم رصد ما لا يقل عن منصتين لإطلاق الصواريخ، إلى جانب ما يشبه مركبة قيادة وتحكم ومجموعة من مركبات الرادار، على بعد مسافة قصيرة من مطار نيالا، وهو أحد المرافق الاستراتيجية في جنوب دارفور.


ويُعتقد أن هذه المعدات تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، الفصيل العسكري الذي كان جزءًا من القوات المسلحة السودانية، قبل أن يتحول إلى قوة مستقلة ذات طابع شبه نظامي.

---


أنظمة الدفاع الجوي المحتملة


تشير التحليلات البصرية إلى أن المنظومة المرصودة تحمل خصائص متطابقة تقريبًا مع أنظمة Pantsir-S1 الروسية، التي سبق أن ظهرت في ليبيا تحت قيادة الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، وتم تشغيلها آنذاك بواسطة شركة فاغنر الروسية.


غير أن هناك تفسيرات بديلة، تُرجّح أن النظام قد يكون نسخة من الأنظمة الصينية FK-1000 أو FK-2000، وهي أنظمة تشبه في التصميم والكفاءة نظيرتها الروسية، لكنها من تصنيع صيني.

---


هل هي Pantsir-S1 أم FK الصينية؟


التمييز بين النظامين صعب من خلال الصور فقط، نظرًا للتشابه الكبير بين المنظومتين. غير أن بعض المحللين أشاروا إلى وجود خصائص بصرية تجعل الاحتمال الأقرب هو أن النظام يعود لأحد طرازي FK.


بحسب Janes Defence Weekly، فإن "الصور المتوفرة تظهر مؤشرات بصرية تتطابق مع خصائص FK-1000، خاصة من حيث تصميم منصات الإطلاق".






دور الإمارات وتشاد في نقل الأسلحة


واحدة من أكثر النقاط إثارة للجدل في هذا السياق، هي العلاقة بين هذه المنظومات ومصدرها. فقد كشفت تقارير إعلامية أن الإمارات العربية المتحدة زودت تشاد مطلع عام 2024 بمنظومات دفاع جوي، يُعتقد أنها من طراز FK.


صحيفة Middle East Eye نشرت تقريرًا يُفيد بأن هذه الأسلحة قد تم تسليمها "ضمن صفقة عسكرية بين الإمارات وتشاد، تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش التشادي في مواجهة تهديدات المتمردين على حدوده".

---


احتمالات التهريب ووصول الأنظمة للدعم السريع


تشاد، التي تجمعها حدود طويلة ومعقدة مع السودان، لطالما كانت نقطة عبور للأسلحة والعناصر المسلحة بين البلدين. وتاريخيًا، توجد روابط قوية بين قوات الدعم السريع وبعض الفصائل التشادية، ما يُعزز فرضية انتقال هذه الأنظمة عبر شبكات تهريب السلاح التقليدية.


تقرير صادر عن Global Initiative Against Transnational Organized Crime أشار إلى أن "شبكات تهريب السلاح بين تشاد والسودان ما زالت نشطة، ومرتبطة بعناصر داخلية من الدعم السريع".

---


تحليل استراتيجي: ماذا تعني هذه التطورات؟


نشر منظومة دفاع جوي في محيط مطار نيالا يحمل دلالات استراتيجية خطيرة:


تغيير قواعد الاشتباك: 

امتلاك الدفاع الجوي من قبل قوات الدعم السريع قد يمنحهم قدرة على تهديد الطائرات الحربية السودانية وحتى الطائرات المدنية.


رسالة سياسية:

 نشر هذا النظام في موقع استراتيجي يُمكن أن يُفسّر كرسالة سياسية لقادة الجيش السوداني والمجتمع الدولي.


تعقيد الوساطات: وجود سلاح نوعي لدى طرف. يُعقّد من جهود الوساطة بين الفرقاء السودانيين، ويهدد بنشوب نزاع أكثر دموية.

---


خاتمة


ما يحدث في مطار نيالا ليس تفصيلًا بسيطًا في نزاع داخلي، بل مؤشر خطير على تدويل الصراع في السودان، 

ودخول أسلحة ثقيلة في أيدي أطراف النزاع المسلح. إذا ثبت أن الدعم السريع يمتلك بالفعل منظومة دفاع جوي متقدمة، فإن ذلك سيؤدي إلى إعادة 

رسم المشهد الأمني والعسكري في البلاد، وربما يُسرّع بانهيار ما تبقى من بنية الدولة.


في هذه المرحلة الحساسة، تبرز الحاجة إلى رقابة دولية مشددة، ودعم جهود السلام، وضغط على الدول التي تُستخدم أراضيها كنقاط عبور للسلاح، العمل من أجل السلام. فالصمت عن هذا التطور ليس حيادًا، بل تواطؤ صامت قد يؤدي إلى كارثة إقليمية واستمرار الحرب.



Post a Comment

0 Comments