Advertisement

Responsive Advertisement

لندن تستضيف أكبر تحرك دولي لإنهاء الحرب في السودان وسط غياب ممثلي الجيش والدعم السريع

 




مقدمة :

في خطوة دولية تعدّ الأكبر منذ اندلاع الحرب في السودان، شهدت العاصمة البريطانية لندن مؤتمراً دولياً رفيع المستوى بحضور أكثر من 20 دولة وجهة دولية، لمناقشة سبل وقف الحرب في السودان ووضع أسس لعملية سلام شاملة. المثير للانتباه كان الغياب اللافت لممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما فتح باب التساؤلات حول فعالية هذا الحراك الدولي ومستقبله.


المؤتمر الذي احتضنته المملكة المتحدة يأتي في ظل تزايد الضغوط الدولية والإقليمية لإنهاء الصراع الدموي المستمر منذ أكثر من عام، والذي أدى إلى سقوط آلاف الضحايا ونزوح ملايين المدنيين داخل وخارج البلاد.



---


1. خلفية الصراع السوداني: جذور حرب طويلة


منذ اندلاع المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، يعيش السودان واحدة من أسوأ أزماته السياسية والعسكرية. الصراع جاء بعد أشهر من التوترات بين الطرفين حول مستقبل الحكم الانتقالي، وانتهى بانفجار عسكري دموي خلّف دماراً واسعاً في العاصمة الخرطوم وامتد إلى مدن أخرى مثل الجنينة ونيالا.


وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن الحرب أدت إلى نزوح أكثر من 8 ملايين شخص، مع تدهور خطير في الأوضاع الصحية والمعيشية، وانهيار شبه تام للخدمات العامة في مناطق النزاع.



---


2. مؤتمر لندن: حشد دولي دون حضور أطراف النزاع


عُقد المؤتمر في لندن برعاية وزارة الخارجية البريطانية، وبمشاركة فاعلة من الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى منظمات دولية غير حكومية وخبراء في شؤون السلام والنزاعات.


اللافت للنظر كان غياب ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أثار تساؤلات حول إمكانية نجاح هذا التحرك في ظل غياب أطراف النزاع الرئيسية. إلا أن مسؤولين بريطانيين صرّحوا أن "المؤتمر لا يسعى فقط لجمع الأطراف بل لتأسيس ضغط دولي منسق ومقترحات عملية لوقف القتال".



---


3. الأهداف الرئيسية للمؤتمر


بحث آليات جديدة لوقف إطلاق النار الشامل.


دعم جهود الإغاثة الإنسانية، خاصة في ولايات دارفور وكردفان.


تطوير رؤية سياسية لمرحلة ما بعد الحرب.


دعم المبادرات المحلية للسلام المجتمعي.



وقد عبّرت السفيرة البريطانية في السودان، كارا أوين، عن أهمية الدور الدولي، قائلة: "لن ننتظر أطراف الحرب إلى ما لا نهاية. ما يجري في السودان مأساة يجب أن تتوقف".



---


4. فرص السلام: هل يمكن بناء حل سياسي في غياب العسكر؟


يرى محللون أن غياب الجيش والدعم السريع قد يكون فرصة وليس عائقاً، حيث يفتح المجال أمام الفاعلين المدنيين، مثل قوى الحرية والتغيير، ولجان المقاومة، والمجتمع المدني السوداني، للعب دور أكبر في بناء سلام شامل ومستدام لا يفرض من فوق، بل ينطلق من قواعد المجتمع نفسه.


في هذا السياق، قالت الناشطة السودانية أميرة عبد الحفيظ خلال جلسة في المؤتمر: "المدنيون وحدهم هم من يستطيعون تخيّل سلام حقيقي في السودان".



---


5. التحديات أمام جهود السلام


ورغم الزخم الدولي، تبرز عدة تحديات أمام أي مبادرة للسلام:


انعدام الثقة بين طرفي النزاع.


تعدد الوساطات وتضارب الأجندات الدولية.


انهيار الدولة ومؤسساتها في الداخل.


ضعف تمثيل النساء والشباب في جهود الوساطة.




---


6. الدور الإقليمي والدولي: من الأقوال إلى الأفعال؟


شاركت في المؤتمر دول عربية مثل الإمارات، مصر، وقطر، إلى جانب السعودية، التي رعت سابقًا اتفاق "جدة" لوقف إطلاق النار. إلا أن مشاركتها في لندن كانت أكثر تركيزًا على الشق الإنساني، في حين عبّرت بعض الدول الأوروبية عن استعدادها لفرض عقوبات على معرقلي عملية السلام.


وقالت ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، "إذا لم تلتزم الأطراف بوقف الحرب، فإن المجتمع الدولي سيتخذ خطوات أكثر حزماً".



---


7. آفاق الحل: ما بعد المؤتمر؟


رغم عدم وجود اختراق مباشر في مسار وقف إطلاق النار، إلا أن مؤتمر لندن يُعدّ خطوة مهمة في مسار إعادة ترتيب الأولويات الدولية تجاه السودان. إذ أظهر بوضوح أن استمرار الحرب لم يعد مقبولًا دوليًا، وأن المجتمع المدني السوداني بات يحظى بقبول وشراكة حقيقية مع الأطراف الدولية.



---


8. توصيات خرج بها المؤتمر:


دعم تشكيل آلية دولية لمراقبة أي وقف إطلاق نار.


زيادة التمويل لبرامج الإغاثة الإنسانية.


تعزيز تمثيل المدنيين والنساء في أي عملية سلام.


فرض عقوبات على الأفراد والجهات المتورطة في إطالة أمد الحرب.




---


خاتمة: هل بدأت نهاية الحرب في السودان من لندن؟


قد لا يحمل مؤتمر لندن الحل السحري للأزمة السودانية، لكنه بكل تأكيد أعاد السودان إلى طاولة الاهتمام الدولي بعد شهور من التجاهل والتعتيم. فبينما تستمر الحرب على الأرض، يتحرك المجتمع الدولي لبناء أرضية سياسية جديدة، لعلها تمهّد لسلام طال انتظاره.


ويبقى السؤال: هل تستطيع القوى المدنية اغتنام الفرصة، أم ستُجهض كما حدث في تجارب سابقة؟



---


المصادر:


1. موقع وزارة الخارجية البريطانية – بيان صحفي حول المؤتمر.



2. قناة الجزيرة – تغطية مباشرة لأعمال مؤتمر لندن.



3. الأمم المتحدة – تقرير الوضع الإنساني في السودان 2025.



4. صحيفة الغارديان – مقال حول الحراك الدولي الأخير تجاه السودان.



5. موقع ReliefWeb – تحليل الوضع السياسي والإنساني في السودان.

الكلمات المفتاحية المستهدفة (SEO):

الحرب في السودان، وقف إطلاق النار، مؤتمر لندن، الدعم السريع، الجيش السوداني، جهود السلام، المجتمع الدولي، اللاجئين السودانيين، الأزمة الإنسانية في السودان





Post a Comment

0 Comments