Advertisement

Responsive Advertisement

انسحاب الدعم السريع من الخرطوم: هزيمة عسكرية أم مناورة تكتيكية؟

 انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم – هزيمة أم إعادة تموضع؟



المشهد العام


في تطور مفاجئ، بدأت قوات الدعم السريع انسحابًا واسعًا من الخرطوم، مما أتاح للجيش السوداني استعادة السيطرة على مناطق حيوية، منها مطار الخرطوم الدولي، وأحياء بري والمنشية وشارع الستين. وترافقت هذه الأحداث مع مشاهد لاحتفالات الأهالي، ما يعكس تحولًا ميدانيًا مهمًا في الصراع المستمر منذ أكثر من عام.


دلالات الانسحاب


السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه: هل الانسحاب تكتيكي أم أنه يعكس تراجعًا استراتيجيًا لقوات الدعم السريع؟

هناك احتمالان رئيسيان:


1. هزيمة عسكرية:


تعرضت قوات الدعم السريع لسلسلة من الانتكاسات، خاصة بعد خسارتها ولاية الجزيرة، والتي كانت تُعتبر قاعدة عمليات رئيسية لها.


الجيش السوداني نجح في الضغط عليها من عدة محاور، مما أدى إلى تقليص مناطق سيطرتها وإجبارها على الانسحاب لتجنب مزيد من الخسائر.


انتشار مشاهد الهروب الجماعي عبر جسور الخرطوم يعكس حالة من الارتباك داخل صفوف الدعم السريع، ما قد يشير إلى انهيار في الروح القتالية.



 

2. إعادة تموضع تكتيكية:


يمكن أن يكون الانسحاب جزءًا من استراتيجية حرب العصابات، حيث تتجنب قوات الدعم السريع المواجهة المباشرة لصالح ضربات خاطفة في مناطق أخرى.


قد يكون الهدف إعادة التجمع في ولايات أخرى مثل دارفور أو كردفان، حيث لا تزال للدعم السريع نفوذ قوي.


استخدام تكتيك الكرّ والفرّ قد يسمح بإعادة بناء القوة العسكرية والاستعداد لهجمات مضادة.





التداعيات المحتملة


1. تفوق الجيش السوداني ميدانيًا:


سيطرة الجيش على الخرطوم ستمنحه ورقة تفاوضية قوية في أي محادثات سلام مستقبلية.


قد يؤدي ذلك إلى عودة الحياة الطبيعية تدريجيًا في العاصمة بعد شهور من المعارك الطاحنة.




2. تصعيد محتمل في مناطق أخرى:


إذا كان الانسحاب مجرد خدعة تكتيكية، فقد نشهد تصعيدًا في دارفور أو جنوب كردفان.


الدعم السريع قد يلجأ إلى العمليات التخريبية داخل الخرطوم لضرب استقرارها، حتى لو فقد السيطرة العسكرية عليها.




3. انعكاسات سياسية ودولية:


المجتمع الدولي قد يرى في هذه التطورات فرصة للدفع نحو حل سياسي ينهي الحرب.


الدول الداعمة للطرفين (مثل الإمارات الداعمة للدعم السريع، ومصر الداعمة للجيش) قد تعيد تقييم مواقفها بناءً على توازن القوى الجديد.





الخلاصة


انسحاب الدعم السريع من الخرطوم يشكل نقطة تحول في الحرب السودانية، لكنه لا يعني بالضرورة نهاية الصراع. إذا تمكن الجيش من تعزيز مكاسبه الميدانية وتأمين العاصمة، فقد يكون ذلك خطوة نحو الحسم العسكري. أما إذا كان الانسحاب مجرد خدعة استراتيجية، فقد نشهد جولة جديدة من القتال في مناطق أخرى.


الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان السودان يتجه نحو الحسم العسكري أم استمرار الاستنزاف.


Post a Comment

0 Comments