استهداف محطة عطبرة التحويلية بطائرات مسيّرة يتسبب في انقطاع واسع للكهرباء في ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر
عطبرة – 26 أبريل 2025: شهدت مدينة عطبرة صباح اليوم السبت هجومًا بطائرات مسيّرة استهدف محطة عطبرة التحويلية، أحد أهم المرافق الكهربائية في السودان، مما تسبب في انقطاع شامل للتيار الكهربائي في ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر.

1. خلفية الحادثة: ماذا حدث بالضبط؟
في حوالي الساعة الرابعة فجرًا، سُمع دوي انفجارات هائلة بمنطقة المقرن في عطبرة، تبين لاحقًا أنها ناتجة عن هجوم بثلاث طائرات مسيّرة انتحارية على محطة الكهرباء. وقد أسفر الهجوم عن أضرار مادية بالمحطة، وأدى إلى توقفها التام.
2. الأضرار الفنية وآثارها على الإمداد الكهربائي
أدى الاعتداء إلى تدمير أجزاء حيوية من المحطة، من بينها المحولات الرئيسية ولوحات التحكم، مما تسبب في توقف التيار الكهربائي في كل من ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر، وأثّر على المستشفيات والمرافق الخدمية والأنشطة التجارية.
3. التقييم الفني وسبل المعالجة العاجلة
صرح المهندس عمر عبد الرحمن من شركة كهرباء السودان القابضة أن فرق الصيانة بدأت بتقييم الأضرار، وتعمل على خطط بديلة للربط الكهربائي مع ولايات أخرى لتقليل آثار الانقطاع، وسط صعوبات لوجستية وأمنية تؤخر وصول المعدات.
4. السياق العام: سلسلة استهدافات منظمة للبنية التحتية
الهجوم يُعد الأحدث في سلسلة من الاعتداءات التي طالت منشآت الكهرباء، مثل ما حدث سابقًا في القضارف ودنقلا وسنار. وتزايدت التحذيرات من وجود مخطط منظم لضرب البنية التحتية في البلاد، وسط ضعف التنسيق الأمني.
5. التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الفورية
انقطاع الكهرباء أدى إلى شلل في الأسواق وتعطل في خدمات المستشفيات، وتوقف المصانع والموانئ في بورتسودان، مما ينذر بأزمة اقتصادية واجتماعية واسعة، خصوصًا في ظل ضعف الطاقة البديلة.
المصادر:
- شركة الكهرباء تؤكد عودة التيار
- Sudan Tribune – استهداف جديد لمحطة كهرباء
- TagPress – العمل على تركيب محول جديد
ملاحظة: يرجى متابعة البيانات الرسمية من شركة كهرباء السودان القابضة لمتابعة آخر التطورات حول إصلاح الأضرار وإعادة التيار.
6. استجابة شركة الكهرباء وخطط الطوارئ
أعلنت شركة كهرباء السودان القابضة في بيان رسمي عبر صفحتها على فيسبوك أن الفرق الفنية قد باشرت العمل الميداني لتقييم الأضرار وإعداد تقرير فني شامل يحدد مدى قابلية تشغيل المحطة خلال فترة وجيزة. كما أكدت الشركة أن المحطة المستهدفة كانت تمثل عقدة رئيسية لتغذية مناطق واسعة، وأن الأولوية القصوى الآن هي إعادة التيار للمرافق الحيوية عبر الربط الطارئ من محطات بديلة.
في ذات السياق، أشارت الشركة إلى أن فرق الصيانة تواجه تحديات عديدة على الأرض، من بينها صعوبة تأمين المعدات وتوفير قطع الغيار تحت الظروف الاقتصادية الراهنة، إضافةً إلى التهديدات الأمنية المستمرة في مناطق التشغيل.
7. مطالب شعبية بمحاسبة المسؤولين وتعزيز الحماية
مع تصاعد موجة الغضب الشعبي، خرجت دعوات من مواطنين ونشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب الجهات الحكومية بتحقيق عاجل وشفاف في الحادثة، والكشف عن الجهة المسؤولة عن الهجوم. كما دعت جمعيات مدنية في عطبرة وبورتسودان إلى وضع خطة وطنية شاملة لتأمين المنشآت الحيوية، خاصة محطات الكهرباء، من أي اعتداءات مستقبلية.
وفي تصريحات لموقع Sudan Tribune، عبّر بعض سكان عطبرة عن استيائهم من "القصور الأمني" في حماية منشآت بالغة الحساسية، مشيرين إلى أن تكرار مثل هذه الحوادث يُفقد الناس الثقة في جدوى الخطط الحكومية لحماية البنية التحتية.
8. موقف السلطات الأمنية والجهات المعنية
أصدر مكتب والي نهر النيل بيانًا أكد فيه أن لجنة أمن الولاية عقدت اجتماعًا طارئًا صباح اليوم لبحث ملابسات الحادثة، ووجهت بتعزيز الحماية حول المنشآت الاستراتيجية. كما أعلنت السلطات فتح تحقيق موسّع لمعرفة مصدر الطائرات المسيّرة، والجهات التي تقف وراء هذا العمل التخريبي.
وأكدت قيادة الجيش السوداني في إفادة صحفية أن "مثل هذه الأعمال تعتبر خرقًا للأمن القومي وتعديًا مباشرًا على ممتلكات الشعب السوداني"، وتعهدت بتشديد الرقابة الجوية عبر وحدات الدفاع الجوي المنتشرة في شمال وشرق البلاد.
9. السيناريوهات المتوقعة لإعادة التشغيل
رغم بدء أعمال الصيانة، إلا أن التقديرات الأولية تشير إلى أن إعادة تشغيل محطة عطبرة قد تستغرق ما بين أسبوع إلى أسبوعين في حال توفر المعدات الضرورية. ومع ذلك، تُواجه عملية إعادة التيار معوقات، أبرزها:
- نقص الموارد المالية اللازمة لشراء معدات جديدة.
- ضعف البنية التحتية البديلة القادرة على تعويض المحطة المتضررة.
- التأثيرات الأمنية على حركة المهندسين وفرق الطوارئ.
وتسعى الشركة عبر التعاون مع شركائها الفنيين الدوليين إلى تسريع عملية الاستيراد والتركيب، خاصة للمحولات الرئيسية التي يصعب تصنيعها محليًا.
10. دور الإعلام والمجتمع المدني في دعم الأزمة
في ظل التعتيم الإعلامي الذي صاحب بعض الحوادث المشابهة في السابق، برز دور الصحافة المستقلة والمنصات الرقمية في تغطية الحدث ومتابعة تداعياته ميدانيًا. فقد بادرت عدة منصات مثل ألترا سودان وتاق برس إلى نقل الحدث وتوثيق شهادات شهود العيان، مما ساعد في تسليط الضوء على الأزمة وتوجيه الرأي العام نحو المساءلة.
كما نظمت مبادرات مدنية محلية حملات توعية للمواطنين بشأن الاستخدام الأمثل للطاقة خلال فترة الانقطاع، ووزعت منشورات عن كيفية التعامل مع الأجهزة الكهربائية لحمايتها عند عودة التيار.
صورة إضافية من موقع المحطة:

تابعوا "سودان بريف" لتغطية مستمرة حول تطورات الحادثة.
11. الأبعاد الإنسانية: معاناة السكان في المناطق المتأثرة
لم تقتصر تداعيات الهجوم على الجوانب الفنية أو الاقتصادية، بل تجاوزت ذلك لتضرب حياة المواطنين بشكل مباشر. فقد تعرّضت العديد من الأحياء السكنية في عطبرة وبورتسودان لانقطاع طويل للتيار، مما أوقف عمل أجهزة تبريد الأطعمة في المنازل، وتسبب في تلف كميات كبيرة من اللحوم ومنتجات الألبان. كما تأثرت العيادات الطبية الصغيرة التي تعتمد على الكهرباء لتشغيل أجهزة الفحص والإنعاش.
في حديث لإحدى المواطنات في حي الكرامة بعطبرة، قالت: "الأطفال لا يستطيعون النوم من شدة الحر، والماء انقطع لأن المضخة تعمل بالكهرباء، نحن نعيش في ظلام ومعاناة لا توصف". كما أبلغ عدد من السكان المحليين عن نفاد وقود المولدات الكهربائية المنزلية بسبب الطلب المفاجئ، ما جعل الكثيرين في مواجهة ظروف صعبة دون بدائل حقيقية.
12. تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الأزمة
أبدت منظمات دولية إنسانية قلقها من الانعكاسات الإنسانية للهجوم، لا سيما في المناطق الريفية والنائية التي تفتقر إلى البنية التحتية البديلة. وأشارت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان صحفي إلى أن "استمرار انقطاع الكهرباء قد يعوق تقديم الخدمات الطبية العاجلة في المستشفيات، خصوصًا في ظل تزايد حالات الأمراض الموسمية".
كما دعت منظمات الأمم المتحدة إلى تأمين ممرات آمنة لفرق الصيانة والدعم الفني، وطلبت من السلطات السودانية اتخاذ تدابير عاجلة لضمان استمرارية الخدمات الأساسية، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة في عدد من الولايات.
13. الدروس المستفادة من الحادثة
يؤكد خبراء الطاقة في السودان أن الحادثة تكشف عن هشاشة المنظومة الكهربائية، والحاجة الملحة لإعادة هيكلة شاملة تشمل:
- تطوير نظم الحماية الجوية للمحطات الحيوية.
- إنشاء غرف طوارئ متصلة بالشبكات الأمنية.
- تحديث البنية التحتية التي تعود لعقود مضت.
كما شدد الخبراء على ضرورة إدخال التكنولوجيا الحديثة في مراقبة الشبكات، وربطها بمنصات الإنذار المبكر، خاصة في ظل تصاعد التهديدات غير التقليدية مثل الطائرات المسيّرة والهجمات الإلكترونية.
14. تساؤلات مطروحة حول الجهة المنفذة
رغم بدء التحقيقات، لم تصدر حتى الآن أي جهة رسمية أو جماعة مسلحة إعلانًا بتبني الهجوم، مما يفتح الباب أمام احتمالات متعددة، منها محاولات التخريب من أطراف داخلية تسعى لإرباك المشهد العام، أو تدخلات أجنبية تستهدف زعزعة استقرار البلاد من خلال ضرب مفاصل الخدمات.
ويرى محللون أمنيون أن استخدام الطائرات المسيّرة في الهجوم يدل على مستوى عالٍ من التخطيط والدقة، وهو ما يدفع باتجاه ضرورة تطوير قدرات الردع الجوي، وتوسيع التحالفات الإقليمية لمكافحة هذا النوع من التهديدات.
15. الحاجة إلى استراتيجية وطنية للطاقة
جددت حادثة محطة عطبرة النقاش حول غياب استراتيجية وطنية للطاقة في السودان، إذ ما زالت معظم المحطات تعمل على شبكات قديمة وبدون أنظمة حماية متكاملة. وأكد مهندسون أن هناك حاجة ملحّة لوضع خطة استراتيجية طويلة المدى تشمل:
- تنويع مصادر الطاقة (كهرباء، طاقة شمسية، طاقة رياح).
- تحفيز الاستثمارات في قطاع الكهرباء.
- تدريب كوادر وطنية على مواجهة الكوارث الفنية والأمنية.
كما دعا اقتصاديون إلى دمج ملف الطاقة في مسارات التفاوض الدولي مع الشركاء الماليين، باعتباره حجر الزاوية في التنمية والاستقرار.
خاتمة التقرير
الهجوم على محطة عطبرة لا يمثل فقط ضربة فنية لشبكة الكهرباء، بل هو جرس إنذار صاخب بضرورة إصلاح شامل في طريقة تعامل الدولة مع الأمن الطاقوي. فقد كشفت الحادثة عن ضعف الحماية، وهشاشة البنية التحتية، وتزايد اعتماد ملايين المواطنين على شبكة غير مهيأة للصمود في وجه التهديدات المعاصرة.
ويظل الأمل معقودًا على قدرة المؤسسات الوطنية، بدعم من المجتمع الدولي، على تحويل الأزمة إلى فرصة للتحديث، ووضع أسس جديدة تحصّن السودان من تقلبات الطاقة، وتحمي المواطن من الظلام في أوقات العتمة السياسية والاقتصادية.
روابط ذات صلة:
لمزيد من المتابعة: يرجى زيارة مدونة سودان بريف الإخبارية.
0 Comments