Advertisement

Responsive Advertisement

بين جدة وموسكو.. الوساطة السعودية ورهانات الجيوسياسة العالمية

"بين موسكو والخرطوم… اختلاف المسارات وتوحد الأزمات" ← "بين موسكو والخرطوم.. اختلاف الرؤى ووحدة الأزمات"


بين جدة وموسكو.. الوساطة السعودية ورهانات الجيوسياسة


بينما تتحرك القوى الكبرى بخطى ثابتة نحو مدينة جدة، التي أصبحت مركزًا رئيسيًا للمفاوضات وحل الأزمات العالمية، يرفض مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، الانخراط في التفاهمات الجارية، مفضّلًا نهجًا أكثر انعزالًا في إدارة المشهد السوداني المتأزم.

في المقابل، تعزز السعودية حضورها الدبلوماسي عالميًا، حيث أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التزام المملكة بتسهيل الحوار لحل الأزمة الأوكرانية، وهو ما قابله بوتين بإشادة بدور الرياض في دعم الاستقرار الدولي.


---

السعودية بين الشرق والغرب.. معادلة توازن معقدة


تسير المملكة العربية السعودية على خيط دقيق بين القوى الغربية وروسيا، إذ تحافظ على علاقات وثيقة مع واشنطن، وفي الوقت ذاته تبقى شريكًا رئيسيًا في الحوار مع موسكو. هذا النهج يعكس سياسة براغماتية تستند إلى المصالح الوطنية بدلًا من الاصطفافات السياسية، مما يجعل الرياض لاعبًا محوريًا في الوساطات الدولية، من السودان إلى أوكرانيا.

السياسة السعودية تعتمد على نهج توافقي يراعي التحولات الجيوسياسية، حيث تعمل المملكة على تعزيز موقعها كقوة دبلوماسية قادرة على التوسط بين القوى العالمية، وهو ما يضعها في قلب الأحداث الدولية.


---

جدة.. عاصمة جديدة للدبلوماسية العالمية؟


أصبحت جدة منصة رئيسية للمفاوضات الكبرى، فبعد استضافتها محادثات بشأن الأزمة السودانية، تتحول اليوم إلى نقطة ارتكاز في الأزمة الأوكرانية. هذا يطرح تساؤلًا محوريًا: لماذا يرفض مالك عقار الانضمام إلى هذه الجهود بينما القوى العظمى تراها منبرًا مثاليًا للحوار؟

الإجابة تكمن في التوجهات السياسية المختلفة، فبينما تعمل السعودية على توفير قنوات للحوار، يراهن عقار على سياسات الأمر الواقع، مدعومًا بقوى إقليمية تفضل إبقاء السودان في حالة عدم استقرار. لكن هل يمكن لهذا النهج أن يستمر في ظل التحولات الدولية المتسارعة؟


---

بين موسكو والخرطوم.. اختلاف الرؤى ووحدة الأزمات


رغم التباين في الظروف، تشترك موسكو والخرطوم في مواجهة تحديات معقدة، لكن الفارق يكمن في إدراك روسيا لأهمية الدبلوماسية، حيث تسعى للخروج من أزماتها عبر الحوار مع شركاء مثل السعودية.

أما بعض القوى السودانية، فلا تزال تراهن على العزلة أو الحلول العسكرية كخيارات قابلة للتطبيق، متجاهلة أن المشهد العالمي يتغير بسرعة، وأن العزلة السياسية قد تؤدي إلى تهميشها في المستقبل.


---

الخاتمة: السعودية.. قوة دبلوماسية عالمية وصياغة مستقبل المفاوضات


السعودية تثبت مجددًا أنها ليست مجرد قوة إقليمية، بل لاعب دولي مؤثر قادر على التوسط بين الشرق والغرب، وتعزيز الاستقرار في مناطق النزاع.

في المقابل، فإن القوى السودانية التي ترفض الانخراط في مسارات التفاوض تفقد تدريجيًا قدرتها على التأثير، بينما تتشكل معادلات سياسية جديدة تفرض واقعًا مختلفًا على الجميع.

Post a Comment

0 Comments