Advertisement

Responsive Advertisement

حكومة سلام السودان: بين آمال إنهاء الحرب ومخاطر الفشل"

 أهمية حكومة سلام السودان في المرحلة الانتقالية: 

"حكومة سلام السودان في قلب العاصفة: مبادرة انتقالية في وجه التحديات"


خطوة محفوفة بالآمال والتحديات

تحليل سياسي – Nasreldin  yousif 


في قلب الأزمة السودانية المستعصية، ومع استمرار الحرب التي اندلعت في أبريل، برزت مبادرة "حكومة سلام السودان" كمحاولة جادة لكسر الجمود السياسي وفتح آفاق جديدة لوقف النزاع. جاء إعلان فضل الله برمة، رئيس حزب الأمة القومي، عن تشكيل هذه الحكومة في وقت حرج من تاريخ السودان، مثيرًا الكثير من الجدل والتساؤلات حول قدرتها على تحقيق الاستقرار وإنهاء معاناة المواطن السوداني.


الفراغ السياسي يحفّز المبادرات الوطنية


يشهد السودان فراغًا سياسيًا وأمنيًا منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. وبينما فشلت القوى العسكرية والمدنية في التوصل إلى تسوية تنهي الحرب، طُرحت "حكومة سلام السودان" كمسار ثالث يسعى إلى تجاوز الاستقطاب بين الطرفين، عبر تشكيل حكومة مدنية تركّز على أولويات المواطن: الأمن، الاستقرار، وتحسين المعيشة.


الشروط المحورية لتشكيل الحكومة


وفقًا لتصريحات برمة، تعتمد الحكومة على ثلاثة شروط رئيسية:


1. الاعتراف السياسي والدبلوماسي

حكومة سلام السودان: بين آمال إنهاء الحرب ومخاطر الفشل"



يعوّل برمة على دعم إقليمي ودولي يمنح الحكومة شرعية، وسط قلق عالمي متزايد من استمرار الحرب وتداعياتها الإنسانية والأمنية.


2. القدرات الاقتصادية




تسعى الحكومة إلى وضع خطط طارئة لتحسين الاقتصاد المنهار والبنية التحتية، بهدف تخفيف المعاناة اليومية للمواطنين.


3. السيطرة الأمنية




تظل المسألة الأمنية أكبر التحديات، فمع استمرار الاشتباكات وسيطرة قوات الدعم السريع على مواقع استراتيجية، تبقى قدرة الحكومة الجديدة على فرض الأمن أو التفاوض لوقف إطلاق النار عاملًا حاسمًا في نجاحها.


تحديات سياسية داخلية وخارجية


رغم أهمية هذه الخطوة، تواجه الحكومة المرتقبة عقبات كبيرة، من أبرزها:


انقسام القوى المدنية وفشلها في تقديم رؤية موحدة.


الاستقطاب الإقليمي والدولي بين داعمي طرفي الصراع.


فقدان الثقة بين المواطنين والنخب السياسية بسبب الإخفاقات المتكررة.



مستقبل حكومة السلام: بين النجاح والفشل


نجاح حكومة سلام السودان يتطلب دعمًا شعبيًا واسعًا وتحركًا دبلوماسيًا ذكيًا، إضافة إلى تحقيق نتائج ملموسة في مجالات الخدمات وتحسين المعيشة. من دون هذه العوامل، قد تواجه الحكومة نفس مصير المبادرات السابقة.


خاتمة: بارقة أمل أم مبادرة محكومة بالفشل؟


في ظل تعقيد المشهد السوداني، تبقى حكومة السلام بارقة أمل محفوفة بالتحديات. إن قدرتها على توحيد القوى المدنية وكسب ثقة المواطن ستحدد مصيرها: إما أن تقود مرحلة انتقالية مستقرة، أو تضاف إلى سلسلة المبادرات غير المكتملة.

Post a Comment

0 Comments