"صراع النفوذ الخليجي في السودان بين التدخل والدبلوماسية"
السودان بين مطرقة الدعم والتنافس الخليجي
يُسلط هذا التقرير الضوء على الدور المتنامي الذي تلعبه دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، في الشأن السوداني، والذي أصبح أكثر تعقيدًا بعد الإطاحة بنظام عمر البشير واندلاع الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
الخليج والسودان: تحالفات وتحولات
منذ أن قرر السودان في 2016 فك ارتباطه بإيران، بدا أن الرياض وأبوظبي اتخذتا خطوات سريعة لتثبيت أقدامهما في الخرطوم، مقابل دعم السودان لتحالفهما في اليمن. هذه المصالح الاستراتيجية لم تقتصر على التعاون العسكري، بل شملت ضخ استثمارات مالية مباشرة، فضلاً عن الضغط السياسي لتحسين صورة السودان أمام المجتمع الدولي، كما حدث حين ضغطت الإمارات لتخفيف العقوبات الأمريكية عن الخرطوم.
مرحلة ما بعد البشير: تحالفات غير مستقرة
إطاحة البشير في 2019 مثلت نقطة تحوّل، حيث سارعت الرياض وأبوظبي لدعم المجلس العسكري الانتقالي بمساعدات بلغت 3 مليارات دولار. هذا الدعم عكس رغبة مزدوجة: الحفاظ على استقرار السودان من جهة، ومن جهة أخرى ضمان بقاء نخب عسكرية قريبة من دوائر المصالح الخليجية.
الإمارات والدعم السريع: اتهامات مثيرة للجدل
السودان
السعودية والسودان
مع تصاعد النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، برزت اتهامات للإمارات بتقديم دعم عسكري مباشر لحميدتي. التقارير التي تحدثت عن إرسال طائرات مسيّرة وتهريب أسلحة تحت غطاء المساعدات الإنسانية، إن صحت، تكشف عن محاولة أبوظبي لترجيح كفة الدعم السريع، بما يتماشى مع استراتيجيتها الإقليمية المرتكزة على دعم القوى العسكرية خارج الأطر الرسمية.
الذهب السوداني: مطمع اقتصادي وجيوسياسي
الحديث عن رغبة الإمارات في السيطرة على الموارد الطبيعية، وعلى رأسها الذهب، يعزز فرضية أن هذا التدخل ليس فقط سياسياً وعسكرياً، بل اقتصادياً أيضاً. فالدعم السريع، الذي يسيطر على بعض مناطق التعدين، قد يكون قناة غير رسمية لتمكين أبوظبي من التوغل في ملف الثروات السودانية، مما يُضعف قدرة الدولة السودانية على استثمار وإدارة مواردها الاستراتيجية.
حميدتي..الإمارات والسودان
السعودية.. الوسيط الحذر
في المقابل، تبنت السعودية سياسة تبدو أكثر اعتدالاً، حيث تحاول لعب دور الوسيط عبر الدعوة لحوار سياسي شامل بين أطراف النزاع، وعرضها استضافة محادثات السلام. هذا النهج يشير إلى رغبة المملكة في تحقيق توازن بين حماية مصالحها الاقتصادية وضمان عدم انزلاق السودان نحو الفوضى التي قد تؤثر على الأمن الإقليمي في البحر الأحمر.
خاتمة: السودان في قلب التجاذب الخليجي
التدخل الخليجي في السودان
التحليل يُظهر أن التنافس السعودي-الإماراتي في السودان يعكس مسارين مختلفين: الأول إماراتي يعتمد على النفوذ العسكري غير الرسمي ودعم قوى خارج الدولة، والثاني سعودي يقوم على الدبلوماسية والوساطة. وبين هذين المسارين، يبقى السودان مرتهنًا بمصالح القوى الإقليمية في وقت يتطلب فيه حلاً داخليًا ينقذ الدولة من الانهيار.
النزاع في السودان
دعم الإمارات لقوات الدعم السريع
الوساطة السعودية في السودان
الذهب السوداني
الحرب في السودان
0 Comments