حرب المسيرات تشتعل في السودان: هجمات على وادي سيدنا وعطبرة والبرهان يتعهد بالرد

مقدمة

يشهد الصراع المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تصعيدًا ملحوظًا مع تزايد استخدام الطائرات المسيرة كأداة حربية رئيسية. في الأسابيع الأخيرة، استهدفت هجمات المسيرات مواقع عسكرية استراتيجية ومناطق مدنية، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، وزاد من تعقيد الأزمة الإنسانية في السودان.

تفاصيل الأحداث الأخيرة

هجوم على قاعدة وادي سيدنا

في أبريل 2025، أعلنت قوات الدعم السريع عن تنفيذ هجوم بطائرات مسيرة على قاعدة وادي سيدنا العسكرية، شمال أم درمان، وهي أحد أهم المواقع العسكرية للقوات المسلحة السودانية. وادعت القوات، عبر مستشار قائدها الباشا طبيق، تدمير طائرات حربية و20 مسيرة استراتيجية ومخازن أسلحة. ومع ذلك، لم تتمكن مصادر مستقلة من تأكيد هذه الادعاءات، مما يجعلها محل جدل. ووفقًا لتقارير نشرتها الجزيرة نت، وصفت قوات الدعم السريع هذا الهجوم بأنه يمثل "مرحلة جديدة في الحرب" تهدف إلى إضعاف البنية التحتية العسكرية للجيش.

هجمات على عطبرة

في الوقت ذاته، شهدت مدينة عطبرة، في ولاية نهر النيل، هجمات بطائرات مسيرة استهدفت مركز إيواء نازحين، مما أسفر عن مقتل 11 مدنيًا. كما تعرضت محطة كهرباء عطبرة التحويلية للقصف، وهي جزء من سلسلة هجمات استهدفت محطات الطاقة في مدن شمال السودان، بما في ذلك مروي ودنقلا وأل-دبة. هذه الهجمات تسببت في تعطيل الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه، مما زاد من معاناة السكان المحليين.

تصريحات الفريق عبد الفتاح البرهان

في سياق متصل، زار الفريق عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، العاصمة الإريترية أسمرة في 10 أبريل 2025، حيث التقى بالرئيس إسياس أفورقي. وخلال الزيارة، أكد البرهان، في بيان نشرته وزارة المعلومات الإريترية، أن هدفه كان إطلاع القيادة الإريترية على التطورات الأخيرة في الصراع السوداني. كما أشاد بالدعم المستمر من إريتريا للشعب السوداني، مؤكدًا أهمية الوقوف الإقليمي لتحقيق حل سلمي دون تدخل خارجي.

في تصريحات سابقة، أشار البرهان إلى أن الجيش يعمل على تحييد التهديدات الجوية، قائلاً إن "الشعب لن يسمع قريبًا بالمسيرات التي تقصف المنشآت"، مما يوحي بخطط لمواجهة هجمات المسيرات التي تنفذها قوات الدعم السريع.

التأثير الإنساني

أدى الصراع المستمر إلى أزمة إنسانية كارثية. وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، قُتل أكثر من 20,000 شخص ونزح أكثر من 15 مليون آخرين منذ بدء الحرب في أبريل 2023. في شمال دارفور، وصلت الأوضاع إلى حد المجاعة، حيث يعاني حوالي 500,000 شخص في مخيم زمزم للنازحين من ظروف قاسية. الهجمات على المنشآت المدنية، مثل المستشفيات والأسواق، زادت من الخسائر البشرية وفاقمت الأزمة.

في يناير 2025، أفادت الجزيرة نت بأن هجومًا بطائرة مسيرة على مستشفى في الفاشر أسفر عن مقتل 67 شخصًا، مما يبرز التأثير المدمر لهذه الهجمات على المدنيين.

الاستجابة الدولية

أثارت الحرب قلق المجتمع الدولي، حيث فرضت الولايات المتحدة في يناير 2025 عقوبات على الفريق عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي). ووفقًا لـ رويترز، جاءت العقوبات بسبب اتهامات باستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية. كما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية، داعية إلى وقف فوري للعنف.

تحليل وتوقعات

يبدو أن استخدام المسيرات أصبح سمة بارزة في الصراع السوداني، مما يعكس تصعيدًا في التكتيكات العسكرية. الهجمات على وادي سيدنا تهدف إلى إضعاف القدرات الجوية للجيش، بينما تستهدف هجمات عطبرة تعطيل البنية التحتية الحيوية. ومع ذلك، فإن استمرار الصراع دون تقدم في المحادثات السلمية يثير مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية. تشير تقارير مثل تلك المنشورة في مجموعة الأزمات الدولية إلى أن النزاع قد يتوسع في نطاقه ما لم تُبذل جهود دبلوماسية متضافرة لإنهائه.

جدول الأحداث الرئيسية

التاريخ	الموقع	الحدث	النتائج
أبريل 2025	وادي سيدنا	هجوم بطائرات مسيرة من قوات الدعم السريع	ادعاء تدمير 20 مسيرة وطائرات حربية (غير مؤكد)
أبريل 2025	عطبرة	قصف مركز إيواء نازحين ومحطة كهرباء	مقتل 11 مدنيًا، تعطيل الخدمات الأساسية
10 أبريل 2025	أسمرة	زيارة البرهان لإريتريا	تعهد بدعم إقليمي وحل سلمي

الخاتمة

تمثل تصاعد حرب المسيرات في السودان مرحلة خطيرة جديدة في الصراع الأهلي، حيث تستخدم كلا الطرفين تكنولوجيا متقدمة لتحقيق أهداف استراتხيطة الأولى. الهجمات على وادي سيدنا وعطبرة تكشف عن قدرة قوات الدعم السريع على ضرب البنية التحتية العسكرية للجيش، مع إلحاق أضرار كبيرة بالمدنيين. تصريحات البرهان تشير إلى عزم الجيش على تحييد التهديدات الجوية، لكن استمرار العنف يبرز الحاجة الملحة إلى حل سلمي لمنع المزيد من الخسائر وتحقيق الاستقرار في السودان.

الصور